نسرين العسال
نسرين العسال


نسرين العسال تكتب:  فى قلوبهم مرض  !!

نسرين العسال

الأربعاء، 12 يناير 2022 - 03:39 م

بعين مراقبة على الأحداث، فى السوشيال ميديا، والمواقع الاخبارية ، ومن خلال بعض التعليقات عليها الفترة الماضية ،خاصة بعد وفاة بعض من الشخصيات العامة ،فقد أصابتنى الدهشة بشدة، إلى حد الوجع  من ظهور العديد من عديمى الضمير ،والشماتين، سواء فى حالات المرض ،أو الوفاة، وسألت نفسى ماذا بينك أيها الشامت ،وبين هؤلاء حتى تريد الثأر  منهم، و حتى يكون بداخلك كل هذا الحقد، والغل ، إلى حد الكراهية بهذا الشكل ؟؟ ! وإذا كان هناك تلك الكراهيه، لماذا تعلن عنها وتفشى أسرار الناس بهذا الشكل الفج ؟! - ًوليته حقيقة - ، من أنتم حتى تنصبون المشانق، وتلقون التهم ، وتحكمون على الأشخاص دون وجه حق ؟ ومن أعطى لكم الرخصة فى ذلك ؟ هل أنت على دراية ، وعلم ، بكل ما يدور بداخل الإنسان ، أوعلاقته بربه .

إذا كان ربك يقبل التوبة، والمغفرة ، فلماذا كل هذا السواد بداخلك ؟ وإذا كان بالفعل الإنسان مخطىء ، وذو أفعال مشينة ، هل تعلم ماذا سيكون شكل نهايته ؟ الإجابة ..فقد يكون أستغفر ، وتاب إلى الله ،  هل  انت على يقين من ذلك أيها الشامت ؟ بالتأكيد لا يخطر على بالك .

للأسف لاحظت ،فى بعض المواقف الحياتية ، التى تحدث بيننا بشكل يومى ، حتما البعض يفتقر إلى الرحمة كثيرا، فى قلبه ،وكأنها  قلوب ، خُلقت فقط للتشفى ، فى بعضها البعض، وتناسينا تماما أن الله رحيماً  ورحمته واسعه ،وخلق الرحمة فى الحيونات كما خلقها فى البشر .

 من منا بلا خطيئة ، أو ذنب  ،هل فكرت يوما ،حين تفرح فى عدوك، بما أصابه من ألم ،أو حزن، أو حتى سوء، ماذا سوف يحدث بك بعدها ؟!  أليس من الممكن أنك تتألم ، أو تكون فى محنة ،وتجد أيضا من يظهر لك ،فرحه، وسخريته ، واستخفافه بك ، وكلما أشتد بك ، الجرح ،وعظم ألمك، ومصيبتك، تزداد شماتته فيك لماذا لم تفكر فى هذا اليوم أيها الشامت ؟ ! وكأنك معصوم من كل ذلك ،  بل واصطفيت عن هؤلاء.

للأسف،  لقد وضعت نفسك، محل القاضى والجلاد، فى نفس الوقت ،ولا تعلم أنك وحدك  الخاسر  الحقيقى، فى جميع الأحوال ،فقد يكون من تشمت فيه تاب ، واصبح أفضل منك عند الله فهو نال المغفرة ، وأنا أهنئك فقد فوزت بغضب الله عليك ، ومن ثم ابتلاءك مثله.

 من وجهة نظرى، أن قصة الشماتة، والتشفى ،أنتشرت بصورة كبيرة جدا ،خاصة عندما تصبح أنعكاسا لأزمات ومشكلات تحدث للفنانين أو شخصيات عامة أو حتى لأشخاص عاديين على سبيل المثال، فقد أرى أن مفهوم الشماتة ، فى حد ذاته أصبح ظاهر بشدة ،وطفى على السطح بشكل مبالغ فيه، وهذا من ناحية أما من ناحية أخرى فقد يظهر أيضا ،عندما يقع شخصا ذو حيثية فى المجتمع، أو فنانة على سبيل المثال، فى أزمة كبيرة  سرعان ما نجد فى نفس اللحظة ،وابل من الشتم والقذف ،والاهانات ،من قبل حتى أن يتبين الحق ، أو إذا كانت قضية فى المحاكم ،على الفور تستعد الناس جميعا النطق بالحكم  ،وهذا أن دال على شىء، فهو يدل على ماذكرته فى البداية، ألا وهو التشفى بلا رحمة، والحكم على الأشياء بشىء من الزيف، والتشويه، دون مناصفة، أو محايدة  وكأن بالفعل هناك ثأر، وعليه أن يأخذه ،والا عائلته ستغضب عليه ،وتحرمه من الميراث، وكأننا حقا نخضع لقانون الغابة وليس قانون الحياة .

وأخيرا رسالة أوجهها للشماتين والحاقدين أنتم خالفتم القانون والشرع والدين وخالفتم قانون الحياة الذى يتحلى بالنفوس الصافية الرحيمة وأصبحتم أصحاب مرض فأنتم من يطلق عليهم الله فى " قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا "..صدق الله العظيم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة